تحطمت طائرة من طراز بوينغ 737-300 أثناء إقلاعها في السنغال، مما أدى إلى إصابة 11 شخصا، أربعة منهم في حالة خطيرة.

أزمة السنغال

وقال مطار بليز دياني في داكار في بيان، إن رحلة الخطوط الجوية السنغالية رقم HC 301 المتجهة إلى العاصمة المالية باماكو خرجت عن المدرج في الساعات الأولى من صباح الخميس.

وأصيب الطيار بجروح طفيفة، لكن معظم ركاب الطائرة البالغ عددهم 78 راكبا لم يصابوا بأذى في الحادث.

ومنذ ذلك الحين توقفت العمليات في المطار.

وذكر بيان المطار أنه تم تعبئة خدمات الطوارئ في المطار لإجلاء الركاب.

ويجري تحقيق لتحديد أسباب الحادث الذي وقع حوالي الساعة 0100 بتوقيت جرينتش.

ولم تعلق شركة بوينغ على الحادث، ولا شركة ترانس إير الخاصة التي استأجرت منها الخطوط الجوية السنغالية الطائرة.

وعلى الرغم من أنه لم يعرف بعد سبب الحادث، إلا أنه يأتي في الوقت الذي تواجه فيه الشركة المصنعة أزمة عميقة بشأن سجل السلامة الخاص بها.
انفجر باب غير مستخدم من طائرة بوينج 737 ماكس التابعة لشركة ألاسكا الجوية في يناير بعد وقت قصير من إقلاعها في الولايات المتحدة.

وتواجه الشركة تحقيقا جنائيا في تلك الحادثة.

ويأتي تحطم السنغال في الوقت الذي قال فيه مفتش جودة سابق في أكبر مورد لشركة بوينغ لبي بي سي إن أجسام الطائرات تغادر المصنع بانتظام وهي تعاني من عيوب خطيرة.

وقالت شركة Spirit AeroSystems إنها "تعارض بشدة" هذه المزاعم.

أجسام الطائرات التي يصنعها أكبر مورد لشركة بوينغ تغادر المصنع بشكل منتظم مع عيوب خطيرة، وفقا لمفتش جودة سابق في الشركة.

وقال سانتياغو باريديس، الذي عمل في شركة سبيريت آيروسيستمز في كانساس، لبي بي سي إنه كثيرا ما وجد ما يصل إلى 200 عيب في الأجزاء التي يتم تجهيزها للشحن إلى بوينغ.

وادعى أنه كان يلقب بـ "Showstopper" لأنه أبطأ الإنتاج عندما حاول معالجة مخاوفه.

قالت سبيريت إنها "لا أتفق بشدة مع هذه المزاعم".

وقال متحدث باسم شركة سبيريت، التي لا تزال أكبر مورد لشركة بوينج: "نحن ندافع بقوة ضد ادعاءاته".

ووجه باريديس الاتهامات ضد سبيريت في مقابلة حصرية مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وشبكة سي بي إس الأمريكية، وصف فيها ما قال إنه تعرض له أثناء عمله في الشركة بين عامي 2010 و2022.

وأضاف أنه معتاد على اكتشاف عيوب "ما بين 50 إلى 100 أو 200" في جسم الطائرة ،  الجسم الرئيسي للطائرة  التي كان من المقرر شحنها إلى بوينغ، لقد وجدت الكثير من أدوات التثبيت المفقودة، والكثير من الأجزاء المنحنية، وأحيانًا أجزاء مفقودة."

وامتنعت بوينج عن التعليق.

"ضجة"

تعرضت كل من شركتي Spirit AeroSystems وBoeing لتدقيق مكثف بعد أن خرج باب غير مستخدم من طائرة 737 ماكس الجديدة، تمامًا بعد وقت قصير من إقلاعها فى يناير،  مما ترك فجوة كبيرة في جانب الطائرة. وفقًا للمحققين، تم تركيب الباب في الأصل بواسطة شركة سبيريت، ولكن تمت إزالته لاحقًا بواسطة فنيي بوينغ لتصحيح التثبيت الخاطئ.

ودفع هذا الحادث الجهة التنظيمية الأمريكية، إدارة الطيران الفيدرالية، إلى إطلاق عملية تدقيق لممارسات الإنتاج في الشركتين. ووجدت حالات متعددة حيث فشلت الشركات في الامتثال لممارسات مراقبة التصنيع.

وقال باريديس لبي بي سي إن بعض العيوب التي حددها أثناء وجوده في سبيريت كانت طفيفة، لكن بعضها الآخر كان أكثر خطورة.

كما ادعى أنه تعرض لضغوط ليكون أقل صرامة.

وقال: "لقد أثاروا ضجة دائمًا حول سبب العثور عليه، ولماذا كنت أنظر إليه، لقد أرادوا فقط شحن المنتج، ولم يركزوا على عواقب شحن أجسام الطائرات السيئة، لقد ركزوا فقط على الوفاء بالحصص، والوفاء بالجدول الزمني، والوفاء بالميزانية،  إذا بدت الأرقام جيدة، فإن حالة أجسام الطائرات ستكون جيدة  لا يهم حقًا"، على حد زعمه.

كاشف الفساد

العديد من التجارب المزعومة التي تعرض لها باريديس في شركة سبيريت تشكل جزءًا من شهادته في الدعوى القانونية التي رفعها المساهمون الساخطون ضد الشركة.

ومع ذلك، يُشار إليه في المستندات القانونية ببساطة باسم "الموظف السابق 1". وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها السيد باريديس، وهو فني سابق في القوات الجوية، علنًا.