العودة للماضي "قبل أن تبرد القهوة" - مصر النهاردة

اعلام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر النهاردة نقدم لكم اليوم العودة للماضي "قبل أن تبرد القهوة" - مصر النهاردة

هل فقدتم أحدًا وتمنيتم وداعه؟ هل وددتم مواجهة شخص تخلى عنكم؟ هل رغبتم في الحصول على ذكرى أخيرة من شخص أحببتموه؟ هل تمنيتم لقاء شخص عزيز لم تسنح لكم الفرصة للقياه يومًا؟ والأهم.. هل فكرتم بالسفر عبر الزمن عن طريق ارتشاف القهوة؟!


قهوة تسافر بك عبر الزمن

فمن خلال كوب من القهوة يمكنك العودة بالزمن لموقف معين تريد أن تعيده، حتى تستطيع عتاب شخص ما، أو مواجهة شخص آخر، أو حتى وداعه قبل موته، ولكن بكل تأكيد هناك شروط وثمن يُدفع لذلك، وهو ما ركز عليه أبطال العرض المسرحي "قبل أن تبرد القهوة" الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان المسرح العالمي في دورته الـ 39 المقامة خلال الفترة من 27 إبريل حتى 6 مايو على مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية.


"قبل أن تبرد القهوة" المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب توشيكازو كواغوشي، من إعداد أنس النيللي، وإخراج محمد الديب، يأخذك العرض إلى مقهى تنتشر حوله الأقاويل عن وجود قهوة تستطيع السفر بك عبر الزمن وشروطها كثيرة، وأهمها هو الرجوع مرة أخرى للحاضر قبل أن تبرد القهوة وإلا ستظل معلقًا ما بين الماضي والحاضر.

خيبة أمل مشتركة

فمن خلال مجموعة من الأشخاص الذي يعاني كل منهم على حدى، لكنهم مشتركون في خيبة الأمل والهروب والندم والحسرة، فمثلاً توماس زوج سالي الذي يعاني من فقدان في الذاكرة مما يؤدي إلى عدم تذكره لها، بالإضافة إلى احتفاظه بمظروف لا يريد أن يخبر به أحدًا ويُريد إعطائه لزوجته فقط، فتلجأ سالي للسفر عبر الزمن لتكتشف أنه يريد منها أن تضعه في العناية حتى لا يصبح عبئًا عليها وهو ما يجعلها تشعر بالندم على ذلك القرار ومعاملتها السيئة له.


بينما تتمثل معاناة روبرت في هروبه من شقيقه جون، الذي كان يعتقد أنه أنانيًا ولا يحب سوى نفسه ويريد منه العودة للبلدة لرعاية والديه ويتسنى لجون تحقيق أحلامه، ولكن بمواجهة جون من خلال القهوة يكتشف بعد أن يموت بأنه كان يريد فقط أن يعيش شقيقه مع عائلته ويتشارك معه كل شيء، مما يحمله ذنب موت شقيقه طوال حياته.

نرشح لك: "تحت الحصار".. أشباح الأرض تطارد المحتل

شعور بالذنب لمدة 30 عامًا!

وهو الذنب الذي عاش به ويليام لمدة 30 عامًا بعد وفاة زوجته في حادث سرقة بالإكراه، حيث يعتقد أنه بسبب انشغاله الدائم عن زوجته تسبب في موتها بدون قصد، وعندما يعود بالزمن حتى يعطيها هدية عيد ميلادها التي من المفترض أن يعطيهالها منذ 30 عامًا، يرى أن بذلك قد كفّر عن جانب من ذنبه، وبعدها تبرد قهوته بسبب عدم رغبته في العودة للحاضر بدون زوجته التي ظل يفتقدها طوال 30 عامًا، فمات وظل معلقًا ما بين الماضي والحاضر.


يقول ويليام لزوجته عندما قابلها: "لأنني فيما عدا ذلك عشت حياة لا تشبهني افتقدك كثيرًا يا إيف، دائمًا ما كنت أحتاج إلى أن أقص عليكي يومي، فالأيام السيئة تحتاج لمن نحكي له عنها حتى نستطيع تجاوزها فماذا لو أننا نعيش أيامًا سيئة ولا نجد من نخبره حتى بذلك"!



نرشح لك: تفاصيل ورشة إعداد الممثل ضمن الدورة المقبلة لمهرجان ايزيس الدولي للمسرح

شعور قاتل بالذنب

فالفضول الذي دفع سالي للعودة للماضي، والندم الذي جعل روبرت يعود ليواجه شقيقه، والشعور بالذنب الذي جعل ويليام يقابل زوجته، مع وجود رمزية "برودة القهوة" كدلالة على تأخر الميعاد، فهل من الممكن أن تستعيد سالي زوجها الذي ينساها خلال الفترة الحالية، وهل من الممكن أن يسترجع روبرت شقيقه جون مرة أخرى ويعيش مع عائلته في البلدة في سلام! وهل يستطيع ويليام أن يظل مع زوجته ويفضلها عن عمله، بالطبع لا.

يتذكر الإنسان بعد فوات الآوان دائمًا أنه كان يجب عليه ألا يفعل ذلك أو أن يفعل ذلك ويكون وقتها قد فات الآن ويرتشف القهوة باردة بسبب تأخره، فيظل معلقًا مثل ويليام بين الماضي والحاضر، وهل يفيد الندم؟


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق