المسيح قام.. بالحقيقة قام - مصر النهاردة

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر النهاردة نقدم لكم اليوم المسيح قام.. بالحقيقة قام - مصر النهاردة

 

 

«أخريستوس آنستى، آليثوس آنيستى» بهذه الكلمات يحتفل المسيحيون بذكرى عيد القيامة المجيد، وتعنى «المسيح قام، حقًا قام»، وهو هتاف يُدوى أرجاء الكنائس فى هذا العيد المجيد الذى يأتى بعد 55 يومًا من الصوم مرورًا بـ«أسبوع الآلام» التى شهدت آخر أيام فى حياة المخلص الصالح، وهى عبارة عن فترة امتنان وتقدير لما قدمه من فداء من أجل خلاص الإنسانية من الشرور والاستبداد. 

بهذه الكلمات يهتف المصلون فى إشارة من الجميع بالفرحة والنصرة وتأخذ هذه المناسبة نكهة وبهجة تفوح منها منابع الأمل إلى يرمز إليها القيامة بعد الموت أن أن القبر هو ممر وليس مستقرًا وهذه الرمزية التى تفيض فى قلوب الأقباط خلال هذه الذكرى المجيدة.

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأحد، بعيد القيامة المجيد، وبدأت قداس الاحتفالى مساء أمس، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية وسط حضور كبير من الأقباط والقيادات وممثلى الهيئات والمؤسسات بالمجتمع المصرى، ويستقبل قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية المهنئين يوم العيد فى العاشرة صباحًا بالمقر البابوى. 

واحتفلت الطائفة الإنجيلية أمس الساعة الواحدة ظهرًا فى مصر الجديدة بحضور الدكتور القس أندريه زكى رئيس الطائفة، كما شهدت الكنيسة القبطية الكاثوليكية احتفالها بعيد القيامة فى كنيسة العذراء بمدينة نصر برئاسة الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الكاثوليك.

وكغيرها من المناسبات التى تتفرد بطقوسها تتفرد الكنيسة القبطية فى طرق ووسال الاحتفال بالمناسبات الروحية وتختلف عن غيرها من الكنائس فى الطقوس التى تتبعها وتكون ذات نكهة فريدة، وفى عيد القيامة تكون الليتورجية القبطية بعد انتهاء قراءة فصل الإبركسيس فى ليلة عيد القيامة 

ولعل السبب فى هذه الميزة المتفردة هو امتزاج الكنيسة المصرية بالحضارة الفرعونية وتأثرها بها فضًل عن جمعها لعدد من الثقافات كاليونانية وغيرها، ومن أبرز الطقوس الشهيرة فى هذه المناسبة حين يهتف الأرشيدياكون بصوت مرتفع ثلاثة مرات داخل منبر الكنيسة قائلًا: «المسيح قام» يجيبه الجميع بـ«بالحقيقة قام أو حقُا قام» وتبدأ فيما بعد دورة القيامة المجيدة، والقداس الإحتفالى وتمثيلية القيامة المؤثرة، وفى هذا الطقس تطفئ الكاتدرائية أنوارها لتعلن بدء تمثيلية القيامة أهم الطقوس خلال هذا العيد، حيث يعلو صوت المعلم إبراهيم عياد كبير مرتلى الكنيسة، ويدخل فيما بعد البابا والآباء الأساقفة والمطارنة نحو المذبح ثم تغلق الأبواب حتى ينتهى الحوار، وتغلق الأنوار فى إشارة إلى الظلام الذى كان مخيمًا على البشرية منذ العصيان الأول فى الأرض ثم يردد الشماس خارج الهيكل مع البابا أخرستوس آنستى ثلاث مرات ويجيب من الداخل أليثوس آنستى، ثم تنير الكنيسة أنوارها وتعلو الزغاريد. 

 

مرت الكنيسة خلال الأيام القليلة الماضية بـ«أسبوع الآلام» أقدس أيام العام، استهلت بـ«سبت لعازر» ثم «أحد الشعانين أو السعف» ذكرى دخول السيد المسيح إلى القدس وبداية مرحلة آخر أيام المسيح فى الأرض وسط تلاميذه وضع فيها بعض المبادئ والتعاليم التى تستخرجها فى المواقف التى مر بها، فى أيام البصخة المقدسة، ثم يأتى «خميس العهد» ذكرى العشاء الأخير والذى غسل فيه المسيح قدم تلاميذه فى رسالة منه إلى أهمية التواضع، ثم يوم الجمعة العظيمة وعذاب المسيح وصولًا إلى «سبت النور» أو كما يعرف بـ«سبت الفرح» وهو يوم انبعاث الأمل فى نفوس المسيحيين يوم إنارة ظلام العالم وخلاص الإنسانية. 

توصلت «الوفد» مع القس اسطفانوس مجدى كمال، كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس مدينة سيدى سالم، بمحافظة كفر الشيخ، ومدرس بالكلية الإكليريكية، ليكشف عن أسباب خصوصية هذه الذكرى لدى الأقباط وأبرز الطقوس التى تحرص الكنيسة على ترسيخها فى هذا العيد.

< بدايةً، ما سبب خصوصية عيد القيامة المجيد لدى الأقباط؟

- يوضح كاهن كنيسة مارجرجس، أهمية هذا العيد أنه البرهان القاطع على صحة دعوة السيد المسيح، وأن القيامة شهادة سماوية وإلهية آمن بها الرسل وشهدوا بها فى كل المسكونة ولولا صحة القيامة لكانت المسيحية باطلة، مثل ماقال المعلم بولس الرسول إلى أهل كورنثوس (الإصحاح 15 الآية 14)، «وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضاً إيمانكم».

والسبب الثانى القيامة تعتبر تحقيق انتصار المسيح على آخر عدو للإنسان وهو الموت، وكل اللى قاموا قبل السيد المسيح خضعوا للموت مرة آخرى ولكن المسيح بعد قيامته لم يخضع له مرة ثانية، وأيضاً قيامة السيد المسيح هى عبارة عن «عربون» للقيامة العامة لأنه قام من بين الأموات وصار باكورة بين الراقدين كما ورد فى الكتاب المقدس.

وأيضاً يمكن أن هناك سببًا آخر حول أهمية القيامة لدى الأقباط وهو أن الحديث عن القيامة يرجع منذ العهد القديم وإلى النبؤات التى ذكرت هذا الأمر وتثبت قيامة المسيح مثل (مزمور 16 : 10) «لأنك لن تترك نفسى فى الهاوية لن تدع تقيك يرى فسادًا»، وهناك حديث آخر عن الموت فى مزمور 22 «أُخْبِرْ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي» أى أنه سيتحدث بعد الموت، وذلك إشارة أنه سيقوم من بين الأموات، ويوجد دليل آخر فى سفر هوشع الإصحاح 6 الآية 2«فى اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه»، وهذه بعض الآيات التى تثبت قيامة السيد المسيح ونبؤات فى العهد القديم، ويعتبر هذا العيد من من أهم المناسبات لدى الأقباط.

<ما أبرز طقوس قداس الإلهى الاحتفالى بعيد القيامة؟ 

- تأتى فى أولى مظاهر وطقوس القداس بعيد القيامة، هى الصلاة بالطقس «الفرايحي» لأن الكنيسة القبطية لديها أكثر من نغمة فى الصلوات، هناك الطقس الحزاينى يستخدم خلال أسبوع الآلام، والطقس الشعانينى يستخدم فى أحد الشعانين وأعياد الصليب، والطقس الصيامى يستخدم فى الصوم الكبير وله نغمتين الثبوت الآحاد ونغمات للأيام، وهناك أيضاً الطقس السنوى يستخدم خلال أيام السنة كالمعتاد، والطقس الفريحى فى الأعياد مثل عيد القيامة لأنه من الأعياد السيدية الكبيره ويُطلق عليه هذا الاسم، لأنه يخص السيد المسيح.

77ddda70d0.jpg

وأيضاً من الطقوس «تمثيلية القيامة» ودورة القيامة، وخلالها ندور بداخل الكنيسة فى الهيكل 3 مرات وخارجه 3 مرات والشمامسة تردد ألحان القيامة المعروفه، بالإضافة إلى «أرباع الناقوس» الخاصة بالعيد والتمجيد والتوزيع هو عبارة عن الألحان التى تقال أثناء «التناول» وفى نهاية القداس وختامه وتردد جميع الألحان التى تحتوى على عبارات تخص قيامة المسيح. 

< مدى الأهمية الروحية لتمثيلية الآلام؟ 

- الهدف من تمثيلية القيامة هو التذكير بقيامة المسيح وما قام به من تضحيات وما تحمله من الآلام وهو بمثابة إعلان لانتصار الحق على الشر وانتصار على الظلم والموت باعتباره آخر عدو للإنسان، وتبدأ طقوس التمثيلية بعد قراءة «فصل الإبركسيس»، ويكون هناك قداس العيد، يبدأ بلحن خاص بعدها يدخل الكاهن داخل الهيكل ويتم حوار بينه وبين الشمامسة خارج الهيكل، ثم تغلق الابواب فى أشارة لطرد آدم من الجنة والظلام واطفاء الانوار بالكنيسة تكون إشارة لوجود المسيح داخل القبر وأيضاً إشارة للظلام الذى كان فيه البشرية بالعهد القديم قبل فداء المسيح بسبب خطية أدم وحواء مثلما قالت النبوءة أشعياء «الشعبُ السالكُ فى الظلمَةِ أبصَرَ نوراً عَظيماً والمُقيمونَ فى بُقعَةِ الظّلام أشرَقَ علَيهم النور»، أى بعد قيامة المسيح ويبدأ حوار مع الشماس وكبير الكهنة ثم يردد الشماس خارج الهيكل مع البابا «أخرستوس آنستي» باللغة القبطية ثلاث مرات ويجيب من الداخل «آليثوس آنستي»، بعد تكرارها بالقبطى واللغة العربية يقول الشماس جزء من (مزمور 24 الآية 7) «افتحوا أيها الملوك أبوابكم وارتفعى أيتها الأبواب الدهرية»، تقال مرتين وفى المرة الثالثة يدخل فيها الملك، ثم يرد رئيس الكهنة ويبدأ الحوار من (مزمور 24 الاية 8:10) ثم تفتح الأنوار والشموع وتبدأ دورة القيامة. 

ويمثل رئيس الكهنة السيد المسيح داخل الهيكل، ثم تقال الترنيمة المذكورة سابقًا، ويعد هذا الطقس تجسيد وتذكر لأحداث القيامة بعد إتمام عملية الفداء الصعود إلى السماء. 

< لماذا تغلق الأضواء وتشعل الشموع؟ 

- تغلق الكنيسة الأنوار فى عيد القيامة فى زمر وإشارة إلى الظلام التى عاشته البشرية كما ورد بالعهد القديم أى قبل الخلاص، وذلك كما ترجعه الكتب المسيحية بسبب خطية آدم وورثتها ذريته، وإشارة أيضاً إلى دخول المسيح فى القبر، والنور يظهر بعد إعلان القيامة ويكون مصحوبًا بعدد من الألحان الخاصة وتمثيلية القيامة، ثم تنير الأضواء مرة أخرى إعلانًا للانتصار، أما السبب فى استخدام الشموع فتحمل ذات الرمز حتى لا يكون الظلام دامسًا داخل الكنيسة.

< ماذا توحى قيامة المسيح من بيت الأموات للمستضعفين فى الأرض؟

- أن القيامة تعنى الانتصار على آخر عدو سيقابل الإنسان وهو الموت والسيد المسيح كما يذكر الكتاب المقدسة، وفى الألحان أن «السيد المسيح ترك الموت لكى يبتلعه ثم بالموت داس الموت وقام منتصرًا»، وهذا يرمز إلى أن الإنسان له قوة بانتصار المسيح وهو رأس الكنيسة، وكما يقول الكتاب المقدس (ليقل الضعيف، بطل أن)، وأيضاً ورد عن قول داود النبى فى مزمور 37 وكلها رموز أن المسيح مصدر انتصار ودافع لقوة الإنسان، ولذلك نحمل رايات الانتصار ونحن ندور داخل الكنيسة حاملين صور القيامة.

< رسالتك للأقباط فى هذه المناسبة؟ 

- أحب أن أقدم التهنئة إلى جميع الأقباط وعلى رأسهم قداسة البابا تواضروس الثانى، والآباء المطارنة والأساقفة وأعضاء المجمع المقدس والآباء الكهنة، لقد تأمل الأقباط فى أسبوع الآلام ومن خلال قراءات عيد القيامة الكثير من الآيات التى تؤكد ما بذله المسيح من أجل خلاص العالم، ونرجو أننا لا نضيع هذا التعب والخلاص بفعل الخطايا التى يمكن أن تبعد الإنسان عن هذا الخلاص والمحبة، كم نرجو أن نعيش مرحلة القيامة والانتصار ولا نجعل الشيطان أن يدخل بين الله والإنسان حتى وإن سقطت فى الأخطاء تذكر ما ورد فى الكتاب المقدس (مى 8:7) «لا تشمتى بى يا عدوتى إذا سقطت أقوم». 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق