أديب جودة لـ«الوفد»: كنيسة القيامة تبكى فى عيد الفصح اشتياقًا لحجاجها - مصر النهاردة

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر النهاردة نقدم لكم اليوم أديب جودة لـ«الوفد»: كنيسة القيامة تبكى فى عيد الفصح اشتياقًا لحجاجها - مصر النهاردة

 

تلتفت أنظار العالم المسيحى يوم سبت النور، نحو كنيسة القيامة الكامنة بالعاصمة الفلسطينية القدس، حيث مشاهد انبعاث النور المقدس الذى يشير إلى معجزة قيامة السيد المسيح من بين الأموات بعد 3 أيام داخل القبر المقدس.

وعلى هذه الأرض، بنيت كنيسة القيامة التى احتضنت آلام المسيح بعدما تلقى شتى أنواع العذاب والمعاناة، وقدم نفسه فداءً للعالم، وكان مخلص الإنسانية من عصور الظلم والاستبداد وأنار بنور قيامته الأرض وحل السلام على الشعوب التى عاشت لسنوات تحت بطش الحكم الروماني.

وجرت العادة أن تفتح كنيسة القيامة أبوابها لاستقبال الحجاج المسيحيين من حول العالم خلال أسبوع الآلام، ولكن هذا العام مختلف فى كثير من الجوانب جراء الحرب التى تشهدها غزة منذ أكتوبر الماضى، ولا تزال معالم الفرحة وبهجة الأعياد غائبة عن هذه الأرض التى خلقت السلام وأنجبت المسيح الذى أهدى المحبة للعالم. 

وتقبع «كنيسة القيامة» داخل أسوار البلدة القديمة فى مدينة القدس المحتلة، وتحظى بمكانة كبيرة لدى المسيحيين فى العالم وتعد مقصد الحجاج باعتبارها تضم «مقمورة القبر المقدس» التى احتضنت السيد المسيح لمدة 3 أيام، كما أنها شهدت حدوث المعجزة الكبرى وهى قيامته من بين الأموات. 

 

تاريخ مقمورة القبر المقدس

يتحدث التاريخ المسيحى أن هذا «القبر» كان فى بادئ الأمر مُعد لأحد تلاميذ المسيح ويُدعى «يوسف الرامي»، كان من أغنياء عصره وأصحاب الأملاك بأراضى بيت المقدس، ووجد داخل هذه الأرض صخرة حفرها بيده لتكون هى قبره، وحين نال المسيح العذاب ومات وهب «الرامي» هذا القبر لجسد المسيح بدلًا منه وبعد موت «الرامي» تم دفنه فى منطقة قريبة من القبر داخل كنيسة القيامة وتقع اليوم فى كنيسة السريان بالقرب على بعد خطوات من قبر المسيح. 

 

كيف عثر على قبر المسيح؟

والمقمورة عبارة عن قبر منحوت بالصخرة، عثرت عليه القديسة هيلانة عام 326 م، حيث شهد تعدلات بسيطة بأسلوب يسمح له الاستقلال عن بقية الكتلة الصخرية وتم التعامل معها بحرص من أجل سهولة إقامة المزارات الدينية والمبانى الكنسية التى شيدها الإمبراطور قسطنطين الكبير. 

كما يضم مبنى داخله غرفتان داخلية وآخرى خارجية وتكون الغرفة الداخلية تعرف بـغرفة «الملاك» وحين دفن المسيح وضعوه بالداخل وقاموا بإغلاقها بصخرة كبيرة وبعد 3 أيام أزاح الملاك تلك الصخرة من أجل صعود المسيح وقيامته من الموت. 

 

مكونات ووصف مقمورة القبر المقدس

ويذكر التاريخ المسيحى وبحسب ما قاله أديب جودة الحسينى، أن المقمورة تضم عدد من الأعمدة التى تُزين القبر المقدس وتحمية من العوامل المختلفة وقد تعرض القبر إلى عدد كبير من العوامل من أبرزهم الحريق الذى نشب عام 1808 دمر البناء القديم بصورة كبيرة، ثم تم ترميم القبر ووضع ألواح من الحجر المحلى باللون الأبيض والأحمر، واستخدام مواد للزخرفة المنحوتة فى الداخل والخارج والزينة بالجهات الخارجية لمقمورة القبر والأعمدة الخارجية والأقواس.

وللقبر باب وحيد من جهتها الشرقية بمقارع مصنوع من الفضة ومنقوش عليها «افتح لنا يا رب باب رحمتك» ومن الاتجاه الآخر «انظر من مسكنك المقدس».

وفى الأمام هناك أربعة أعمدة صغيرة ذات قطعة واحدة من اللون الأبيض الأرجوانى يعلوها تيجان ذات طراز «كورنثي»، أما من الجهة العلوية فهناك عضائد حجرية وأعمدة صغيرة، أما عن الوسط والمناطق العلوية فهناك نقوش زخرفية جميلة.

أما عن سقف القبر المقدس فتوجد قبة كبيرة مصنوعة من الرصاص المطلى بالذهب، حيث تستند على أعمدة صغيرة والدعائم وعلى إكليل معقود مزين بزخرفية متميزة فريدة. 

 

أثر الحرب على غزة فى عيد الفصح

وعلى الرغم من وجود طقوس مسيحية خاصة تقيم بها كنيسة القيامة فى مثل هذا اليوم سنويًا، وتستقطب أنظار العالم نحو خروج النور المقدس، إلا أن الأمر هذا العام لا يُشبهه ما سبق.

وحرصت «الوفد» على التواصل مع أديب جودة الحسينى، أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس وحامل ختم القبر المقدس، ليكشف تفاصيل الاحتفال بعيد القيامة هذا العام وكيف تجرى هذه المناسبة المجيدة فى ظل الحرب على غزة. 

< بداية، كيف كانت الاحتفالات سبت النور وعيد القيامة فى كنيسة القيامة هذا العام؟

- يُجيب أديب جودة، أن الاحتفالات لعيد الفصح المجيد الدينية لا جديد عليها، فالصلوات تقام فى كنيسة القيامة كما هو المعتاد.

وفيما يخص «سبت النور» لا أحد يستطيع أن يلغى هذا الاحتفال الدينى فالنور المقدس هو روح المقدسة للفصح المجيد. 

< كيف أثرت الحرب فى غزة على احتفالات بكنيسة القيامة؟

922.jpg

لا شك أن بسبب الحرب على غزة تم إلغاء الاحتفالات واستخدام الآلات الموسيقية التى ترافق فرق الكشافة كما هو معتاد، ولكن فرق الكشافه الأرثوذكس تقوم بالمسيرات الدينية فى صمت رافعين الريات فقط دون موسيقى أو عزف على الآلات. 

< اعتادت كنيسة القيامة على استضافة الحجاج من مختلف بقاع الأرض خلال سبت النور وعيد القيامة، كيف كان هذا العام؟

- بخصوص الزيارات والحجاج، يقول أمين مفتاح الكنيسة إنه مع الأسف الشديد وبسبب الأوضاع السياسية السيئة والصعبة والتى تمر بها الأراضى المقدسة فلا يوجد هذا العام لا زوار ولا حجيج.

< صف لنا مظاهر البلدة خلال العيد هذا العام؟

- أن أزقة البلدة القديمة فارغة تمامًا من الزوار والحجاج على عكس ما كان يحدث بالأراضى المقدسة خلال عيد الفصح المجيد، كانت تستقبل المئات من السياح والحجاج، لكن هذا العام كنيسة القيامة تحتفل بعيد الفصح المجيد وهى تبكى من اشتياقها لحجيجها. 

< هل أثرت الحرب فى الطقوس الدينية خلال سبت النور؟ 

- الطقوس الدينية كما هى فى العادة، صباحًا فتحت كنيسة القيامة بموكب طائفة الأرمن، والساعة الثانية عشرة أقوم بالدخول إلى مقمورة القبر يرافقنى مطران من طائفة الروم الارثوذكس ومطران من الأرمن، للتأكد أن القبر المقدس خال من أى شعلة، وعند الخروج يتم إغلاق بوابة القبر بالشمع المقدس من قِبل طائفة الروم الأرثوذكس وبعدها أقوم بوضع ختمى على الشمع وذلك عند إعلاننا بدء الأعياد عند إخواتنا المسيحيين.

ثم يرافقنى المطارنة حتى مقر البطريرك ثيوفيلوس الثالث، أقوم بتهنئته وأخبره أنه تم تفتيش القبر وختمه، وأن القبر مستعد لاستقباله لإقامة الصلوات وخروج النور المقدس وبعدها أرافقه مرة ثانية إلى الكنيسة يقوم بالدخول إلى مقمورة القبر وخروجه بالنور المقدس بعد مرور 15 دقيقة كحد أدنى وفى بعض الأوقات يخرج بعد 30 دقيقة.

< متى تكون «زفة النور المقدس»؟ 

- تكون طقوس «الزفة النور المقدس» بعد وضع ختمى على القبر أى فى حدود الساعة الثانية عشرة ظهرًا، وتخرج معها مجموعات من الشباب بحارة النصارى، متجهة نحو الكنيسة ولكن الزفة هذا العام تقام بالأناشيد الدينية فقط والعبارات الدينية فقط. 

ودائمًا تخرج الكشافة فى مقدمة فى «زفة النور»، ولكن هذا العام ستتخلى فرق الكشافة عن آلاتها الموسيقية سيخرجون فى صمت فقط رافعين الأعلام، وهذا هو الطقس الوحيد الذى تم إلغاءه بسبب الحرب على غزة 

ولكن جميع الطقوس الدينية لا أحد يستطيع أن يلغيها أو يضيف عليها شيئًا أو ينقصها شيئًا. 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق